نظمت كلية العلوم في جامعة البصرة محاضرة علمية عن دور التشجير في تحسين جودة الحياة في المدن "بيئة صحية ومستدامة". وبينت المحاضرة التي قدمتها الدكتورة آفاق مهدي جبر أن الأشجار هي رئة الأرض وهي المنتج لغاز الحياة، وهو الأكسجين الذي تتنفسه الحيوانات والإنسان. إذ إن الشخص البالغ يحتاج إلى ثمانية شجرات لتأمين احتياجه من الأكسجين السنوي، وأن شجرة واحدة قادرة على تجهيز أربعة أفراد بالغين بالأكسجين اليومي. وبغياب أو ندرة الغطاء النباتي، فإن الحياة بأكملها مهددة بالخطر، لذا فإن للأشجار دورًا كبيرًا في حفظ التوازن البيئي وتحسين جودة الحياة البيئية والصحية للإنسان.
وناقشت المحاضرة موضوع قلة الغطاء النباتي في العراق وما يرافقه من أخطار جسيمة تزامنًا مع التلوث الهوائي الكبير الحاصل في العراق، وظاهرة الاحتباس الحراري التي يشهدها العالم أجمع، وانجراف الأراضي وتصحرها نتيجة تحويل الأراضي الزراعية إلى أراضي سكنية. وتهدف المحاضرة إلى انتشار وزيادة الوعي البيئي لزراعة ما يمكن زراعته من الأشجار، لأننا بذلك نقوم بالقضاء على ظاهرة التصحر وتقليل درجة الحرارة بمعدل (5-10) درجات مئوية. كما أنها تلعب دورًا كبيرًا في امتصاص ملوثات الهواء كالغبار وثاني أكسيد الكربون وأكاسيد الكبريت، وتلطف الجو وتعزز التنوع الحيوي، إذ تعتبر الأشجار موئلًا للعديد من الطيور والحشرات والكائنات الدقيقة. كما أنها تضيف جمالية للأماكن وترفع من قيم العقارات.
وأوصت المحاضرة على ضرورة نشر ثقافة التشجير بين كافة أفراد المجتمع كبارًا وصغارًا، وزيادة الوعي بأهمية وخطورة ما وصل إليه الحال اليوم في العراق من تلوث كبير يؤدي إلى تدمير صحة الإنسان بالدرجة الأولى، والعمل يدًا بيد من أجل عراق أخضر.